«بائع تُرب»: «أصعب حاجة إنك تقنع حد إنه يشترى قبره»

رامز يسوق لبيع القبور

خريج جديد، طموحه لا سقف له، لذا بمجرد أن التحق بالعمل كمندوب مبيعات فى إحدى شركات التسويق، توجه مع أصدقائه إلى رئيسهم وسأله: «مين أقوى بياع فى العالم» فرد: «بائع القبور»، تعامل زملاؤه بسخرية مع الأمر فيما شغلت باله الفكرة فقرر أن يكون يوما بياعا للقبور.

«أصعب حاجة فى الدنيا إنك تقنع حد إنه يشترى قبره».. قالها رامز مجدى صاحب فكرة التسويق لبيع القبور مؤكدا أنها مهنة غير منتشرة فى الشرق الأوسط. يضع «رامز» تصورات للتعامل مع زبائنه فيقول إن طريقة إقناعه للرجل البسيط المُعدم تختلف عن المثقف، فالفقير يهتم فى المقام الأول بالسعر، ويحكى الشاب العشرينى عن أن المصريين فى الأحياء الشعبية يهتمون بعمل جمعيات لتوفير حق الكفن أو التربة: «بس هى الناس مابتحبش السيرة»، الأمر بالنسبة لرامز يتوقف بالدرجة الأولى على محو الفكرة المتوارثة لدى المواطن المصرى بأن شراء التربة أو تجهيز الكفن «فأل شؤم»، كذلك يرى أنه من العيب أن ينسى المصريون تراثهم المرتبط بالفراعنة «أول من بنوا مقابر» قبل أن يكمل «طبعا هو الغرض كان مختلف.. بس ده معناه إن الفكرة كانت مطروحة من آلاف السنين»، رامز اقتطع جزءا كبيرا من وقته للاطلاع على طبيعة المهنة عالميا فوجد أن المواطن فى إنجلترا يهتم بشكل قبره أكثر من حرصه على رونق منزله الخاص «الناس بره بتحاول تشوف كل تفاصيلها حلوة حتى بعد الموت.. فتلاقى فى أوروبا مقابر مزخرفة بذهب مثلا».

الشاب القبطى يؤكد أن «بائع القبور» موجود فى مصر لبيع صناديق وتوابيت الموتى للمسيحيين «بس ده عدد قليل جدا وفى أماكن مش كتيرة زى مصر الجديدة مثلا»، حلم «رامز» أن يصبح من أفضل العاملين بمهنة التسويق فى العالم، لذلك فقد وجد فى «بيع القبور» ضالته.